الخميس، 29 ديسمبر 2011

الفنان العراقي محمد الكناني

محمد الكناني النظم المعرفية بين العلم والفن
شذى الجنابي :
فنان مبدع.. رسخ حضوره الفني المتميز من خلال مشاركاته العديدة في معارض الفن العراقي، داخل البلد وخارجه واضافة لذلك فانه قد اقام خمسة معارض شخصية لاعماله.. وله مقتنيات في العديد من دول العالم.. ان الذي يطبع شخصيته هو الهدوء والصمت الذي ينطق بالشعر .. وانه يؤثر ممارسة العمل الفني على اي شيء .. معتبرا ذلك نوعا من الممارسة الحضارية موثقا للزمن الغادر على عجل دائما.. الفنان الدكتور محمد الكناني رسام واقعي، شارك في معارض عديدة مع فنانين آخرين... كان لنا معه الحوار التالي...

* الفنان الدكتور محمد الكناني كيف بدأت؟
- بدايتي الفنية كانت بالاستكشافات البصرية البسيطة حيث تدور العين في كل زوايا المكان وتلتقط من هنا وهناك، وقد تبدو للاخر مستهلكة بصريا بفعل التداول اليومي ولكن المهتم بهذا الجانب يرى من خلالها جماليات ولغة تعبيرية يمتلكها الشكل ولايكتشفها الا المتخصص وعلى هذا الاساس بداياتي الاولى كانت منذ الدراسة الابتدائية ولعبت البيئة والموروث الشعبي والحارة مساحة كبيرة للاستكشافات البصرية وهذا ما سهل لي ان ابدأ الخطوات الاولى بشكل اكثر لان اخي الكبير يمتلك خبرة لابأس بها في مجال الرسم والخط وبفضله بدأت مهارتي الفنية تزداد بالاضافة الى تشجيع اساتذتي في المرحلة الابتدائية والمتوسطة وبعدها التحقت بمعهد الفنون الجميلة وبدأت رحلتي بالاحتراف . * ماذا تعلمت من فن الرسم واضفت؟
- تحديدا الرسم والتشكيل بشكل خاص يضيف للمتخصص ضمن دائرة الفن لغة اخرى غير لغة الشفاهية مما يساعد في انفتاحه على العالم واقترابه من الذات الانسانية وهذا بالتالي يدفعه الى ان يكون اكثر شفافية في التعامل مع الموجودات الكونية ويكون اكثر قدرة وذكاء ومستهدفا ومرئيا يحول الى ايقون مقدس يمكن تامله والاستغراق في قراءته، وتجربتي في الفن ساهمت في تفعيل الخبرات الحياتية والوقوف لحظات طويلة للتامل قبل اصدار قرارات على الرغم من دائرتها الضيقة يجب ان تكون محسوبة اذا ما ارتبطت هذه القرارات في التجربة الانسانية بالاضافة الى كوني اكثر التزاما مع الذات لانني ابحث عن الجمال وصدق التعبير وهذا لايتوفر في التخصصات العلمية الصلبة التي تجعل للوظيفة شعارا بينها وبين الدائرة الانسانية .
* كيف تختار اعمالك ؟ -
العمل الفني يجتاحني بشكل قد لااجد له تعليلا وعندما يسقط هذا العمل من الافتراضات البصرية على السطح التصويري يشتغل الوعي المعرفي والخبرات التقنية في تهذيب المنظومة الشكلية وتحديد حدودها التكوينية ومدياتها الجمالية بفعل الوعي والقصد والارادة فباعتقادي لايمكن ان يخرج العمل الفني من دائرة القصة ويدخل ضمن ما ثقفت عليه الدراسات الجمالية بان العملية الفنية ترتبط بالعبثية والتلقائية والفوضى، والعمل الفني اكثر اقترابا في النظرية في مدياتها التاسيسية واكثر انفلاتا من القوانين الوضعية في تحركه داخل جسد العمل الفني .
* كيف تنظر الى التحديث والمعاصرة ؟
- الحداثة والمعاصرة مفهومان ارتبطا بالعملية الفنية والادبية منذ عصر التنوير الحداثوي ابان عصر النهضة وما بعد الانطباعية وهذان الرأيان في تاريخ الفن يتبعان ارشفة التجربة الزمكانية، اما المفاهيم الحديثة لمفهومي المعاصرة والحداثة للفن فهي تؤكد على ان الفن التشكيلي هو اكثر الفنون عرضة للتغيير والتحول وذلك لتنوع الاداءات الفنية والخبرات الذاتية للفنانين وطبيعة المستحدث والمجاور سواء كان على مستوى التكنلولوجي والمعرفي مما يسهم في فتح التجربة التشكيلية على مديات تتناسب وقيمة العصرنة والحداثة .
* مشاركاتك الفنية خارج وداخل العراق؟
- شاركت بمعرضين شخصيين خارج العراق وثلاثة معارض داخل العراق بالاضافة الى المعارض المشتركة للفن العراقي المعاصر وصل عددها اكثر من 150 عملا في فن الرسم والنحت والكرافيك وحصلت على مجموعة شهادات تقديرية وفنية في داخل وخارج البلد منها جائزة الابداع في الكرافيك وجائزة الصليب الاحمر وشهادات تقديرية من جمعية التشكيليين العراقيين والفنانين العراقيين .. وانجزت عددا من المناهج الدراسية لطلبة كلية ومعهد الفنون الجميلة في مجال الكرافيك والتقنيات وتاريخ الفن، والان انتهيت من اعداد كتاب (النظم المعرفية بين العلم والمعرفة ) بالاضافة الى كتاب ( دراسة في تاصيل المفاهيم ويتضمن دراسة في الرسم العراقي الحديث .
* فنانون تاثرت باعمالهم؟
- اساتذتي في كلية الفنون الجميلة اسهموا بشكل فاعل في تنمية تجربتي الفنية ومنهم الدكتور سعدي عباس والاساتذة حسام عبد المحسن والفنان الراحل نزار الهنداوي واستاذنا الكبير فائق حسن الذي له تاثير واضح في الكثير من اعمالي وساهم بعض الفنانين من خلال تجاربهم الفنية في تاثيرهم على تجربتي الفنية ومنهم الراحل الفنان شاكر حسن ال سعيد والفنان الكبير جواد سليم والفنان كاظم حيدر .
* ما هي امنياتك ؟
- امنياتي لعراقنا الحبيب ان يرفل بالحرية والديمقراطية كحرية الفن الذي لاينضبط الا بالقوانين الاخلاقية، وان يغادر العراق مرحلة الاستنزاف والارهاب ويجنح نحو بر الامان، وارى عراقا جميلا نقيا كنقاء الالوان وترف الخطوط وعظمة الجمال.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق