بقلم د. محمد العبيدي
-أكمل دراسته بمعهد الفنون الجميلة ببغداد 1945.
-تخرج في معهد الفنون الجميلة العليا ( البوزار ) بباريس/ 1951.
-احد المؤسسين لجمعية الفنانين العراقيين/ 1956.
-الزميل الأول لجماعة الرواد 1945..
-شارك في معرض جمعية أصدقاء الفن/ 1946.
-شارك في اغلب المعارض الوطنية داخل وخارج العراق/1978-1987.
-عمل مديرا عاما لدائرة الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة والأعلام/ 1986.
-رئيس اللجنة الوطنية للفنون التشكيلية في العراق .
-عضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين/ 2002.
من خلال الدراسة الأكاديمية والبحث ، نجد أن البناء الشكلي للوحة دائما يعتمد على النظام العلائقي في إيصال مفهوم الفكرة في بنى العمل الفني ، ولهذا لابد من دراسة للقوانين والوظائف التي تحكم بناء هذا النظام ، وإعطاء دور مهم في تفعيل الأفكار المستقدمة الذي يتبع الرؤية الواعية والمنظمة في التحليل والتركيب لأنظمة العلاقات في النتاج الفني.
والفنان (( الشيخلي)) يجدد قراءة الأفكار من لوحة إلى أخرى، ليس لغرض إيضاح المفاهيم المرتبطة وإنما يقوم بإفصاح الأفكار الاجتماعية التي تراود مخيلته ، وهذا يؤسس دائما في ان يكشف الوسائل المهيمنة التي تتحكم بأسلوب متبع من قبل الفنان نفسه، رضخ الفنان إلى ضغوط البيئة ضمن انعكاسات فكرية اجتماعية ، ويقف دائما على حدود اللوحة ضمن سياق اللوحة وعناصرها وأسسها، وأنظمة العلاقة التي تحيل الخطاب بأفكار جديدة جعلت من أفكار لوحته مركزا للفهم والإدراك وخصوصا عند استقراء العمل الفني في لوحات الفنان (( الشيخلي)).
وبغية إعطاء الموضوع أهمية نأخذ بعض اللوحات عينة تحليلية ، نحاول من خلال هذه اللوحة أن نكشف الأفكار المستقدمة في اللوحة (( الأمومة والطفولة)) رسالة فيها الكثير من الرموز والشفرات التي تنغلق وتنفتح من خلال أفكار الفنان نفسه وليس من خلال السياق الذي يحكم تلك الرسائل ، وهذا يكشف النظام التراتبي في وحدات جسد المرأة المتشابه المستند إلى التركيب اللوني والتوزيع في وحدات العمل ذات المستوى المتناسب من عناصر مؤلفة للشكل ، هذا الفعل التواصلي يقدم أفكار جديدة للحياة الاجتماعية والبيئة البغدادية التي فصح عنها الفنان من خلال لوحته إلى الفعل التواصلي الذي يقدم من خلال (( الأمومة)) قدرة المتلقي على استقبال الأفكار بكل انسيابية حتى وان كانت هناك شفرات مغلقة تحكمت في إنتاج رسالة العمل الفني ، ولكن الفنان بارع في تصوير التعبيرات والرموز التي تتوجه إلى الإدراك العقلي بشكل مستريح.
ومن هذا العمل نضع لوحاته ذات الأفكار التواصلية هي بمثابة أداة للتواصل ولا تشعر أن هناك نوع من القطع ، كون وظائف الإبلاغ تتخذ من المفردات مكانا لفرز التحول والتطور مع الحفاظ على شكلية النتاج بالرغم من أنها مثقلة بمفاهيم جديدة ربما خيم عليها الحزن والألم من حالة عنوان التمثيل ذو الوظيفة الأخلاقية المقترب من جماليتها إنها في كل الأحوال تحمل مضامين فكرية وهذه المضامين أخذت هي الأخرى تلعب في بنية الفكر الاجتماعي للبيئة العراقية المتفردة في إنتاج عوامل الفكر ، المسحوبة من فكر ضاغط زائد هيمنة على الفكر نفسه.
(( الشيخلي)) يحتاج في بعض الأحيان إلى تحرير لتهيئة الخطابات وبالرغم من أن تلك الخطابات ترغب في أن تنال من أرضية اللوحة نفسها وتعمل في فضاء تتقو لب وتصاغ فيها الأفكار بكل حرية، وهذا لايسمح به الفنان أن تلعب تلك الأفكار بمفردها إلا إذا كانت هناك وسائط مادية وخامات متنوعة وإتباع شتى التقنيات ليظهر تلك الأفكار المجسدة بهيئة النساء والأطفال ومعبرة بمفاهيم فكرية ناضجة. ومن لوحاته التي تأخذ اتجاه آخر أو قراءة تبحث عن المهيمن الفكري عنده وأسلوب الإحالة المتقن الذي احترف فيه عن أقرانه إنها الدلالات الشكلية التي يتطلب منه دائما قراءتها ضمن منظور علمي أكاديمي وهذا المتحقق الفعلي الوحيد والمتحرك في وسيط أكاديمي أسس مرجع لطلبته عندما حول الأنساق الشكلية، إلى عوالم المنظور ليعلن في نفس الوقت المدلول الرمزي في بنية الشكل نفسه ويترك فضاء النتاج يسبح بموجب السياقات المتحكمة ضمن منظور علمي يضيف له جمالية النتاج عندما يقرا لوحته من الداخل إلى الخارج، وهذا التحليل انسجم مع بنية المنظور نفسه إنها ليس سابقة في كشف مهيمن اللوحة، وإنما اتبع وسيلتان في آن واحد ليعرف الوظيفة الفكرية أولا وبعدها عملية إبلاغ المتلقي بما يجري داخل النتاج التشكيلي.
(( الشيخلي)) يعتمد في نتاجا ته التشكيلية، على عملية تواصلية متفرد بها كونها تتفاعل فيها عوامل عدة ، شكلت بالأساس هيئة لوحدها داخل سياق اللوحة ، ليعلن أن التجربة التشكيلية هي تجربة تبدأ بالفكرة ثم مراحل انجاز العمل، لينتهي بالمتلقي الذي يكشف عن مستواه من خلال قراءة نتاجه وبذلك جعلنا ان نحول كل اللامرئيات من أفكاره وانفعالاته التي بدأت بإدراكها وشكلت في مخيلتي نسيجا من العلاقات الاتصالية المنتظمة داخل لوحته الفنية التشكيلية.
المصدر المنقول منه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق